التصنيفات
الأفكار

داليا معوض تروي قصتها مع تربية الطيور

داليا معوض، أم لخمسة أطفال، اثنين منهم من زواج سابق لزوجها، تروي قصتها مع تربية الطيور وكيف استطاعت من خلال هذا العمل انقاذ نفسها وأسرتها. تعيش داليا في قرية ملاحية سعيد، بمحافظة بني سويف.

 

لم يحتمل أبو الزوج فكرة مشروع تجاري لتربية الطيور وبيعها في السوق. فاضطرت داليا إلى مغادرة منزل والد الزوج والذهاب إلى العيش في مكان آخر. بالنسبة له بيع الطيور في السوق هو “فضيحة للعائلة”. ذهبت داليا للعيش في منزل أخر بنته بأموالها الخاصة عندما ساءت الظروف في منزل حماها. يتكون المنزل الجديد من غرفة واحدة، بلا سقف، ولا شباك، ولا كهرباء ولاماء.

 

لم يكونوا يمكلون شيئاً. لم يملكوا حتى المال لشراء ما يلزمهم من طعام. يعمل زوجها كعامل يومية، يتقاضى ثلاثين أو أربعين جنيهاً في اليوم. فتقول داليا: “الشغل مكنش اختيار، ده كان ضرورة علشان اولادي.”

 

اختارت داليا تربية البط في المنزل بعد موافقة جمعية أسرتي على طلبها للحصول على منحة لتأسيس مشروعها. كان هذا هو الاختيار الأفضل لأم لخمسة أطفال. حصلت داليا، مقابل منحة تساوي ألفي جنيه ومئتي جنيه دفعتهم كمساهمة منها في رأس المال، على ٢٥ بطة و ٧٥ كيلو علف. قبل استلام البط، حضرت داليا تدريب على تربية البط، وطرق العلف والتحصينات اللازمة له. تفيد داليا: “تربية البط مش سهلة. علشان كده قررت اتجه لتربية الفراخ في الدورة التالية لأن بيع الفراخ أسهل.”

 

تربية الفراخ عمل تجاري مربح لكن يحتاج لمجهود كبير. قامت داليا بتربية ٥٠ فرخة في أول دورة ثم ٧٥ في ثاني دورة ثم ١٠٠ فرخة في الدورة الثالثة. تقول داليا: “ضاعفت مكسبي. جيراني بيقولولي عايزين نبدأ مشروعات زيك وبيسألوني نعمل ايه.”

 

بفضل جهودها، داليا دخلت كهرباء في منزلها، وركبت زجاج للشباك وباب للمنزل. إلا أنه رغم نجاحها، تظل داليا ضمن الفئات المستضعفة. ابنها تعرض لكسر في ذراعه واحتاج لإجراء تدخل جراحي سريع. ومع الآسف، اضطرت داليا لوضع كل رأس مالها لدفع تكاليف العملية الجراحية لابنها. والآن، لم يتبقى لها الكثير من المال وستضطر إلى البدء من الصفر مجدداً.

 

رغم ذلك، لاتزال داليا تحلم بتوسيع تجارتها وبالمثابرة في عملها لإرسال أبنائها إلى المدارس واستكمال تعليمهم الجامعي.