التصنيفات
الأخبار الأفكار

نسمة رمضان: من انفصال وتهميش إلى نجاح باهر

كانت نسمة ربة منزل عندما تزوجت قبل عشر سنوات مضت، وبعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج تم الطلاق. ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك من يدعمها ماليًا، حيث توفي والدها، ويساعد شقيقها قدر استطاعته لكنه لا يزال بحاجة إلى تلبية احتياجات أطفاله. وتستطرد نسمة قائلة “حتى ال ٣٠٠ جنيه بتوع المعاش وقفوا عشان غلطة. انا وطليقي كنا بنتخانق كتير، كان عدواني. ولما حصل الانفصال كنت محبطة بشدة، وكان لازم اعمل حاجة في حياتي.”

 

بدأت نسمة التي تعيش الآن مع والدتها في قرية ديروط الشريف بمحافظة أسيوط، بمتجر بقالة، ولكن لم تسِر الأمور بشكل مرضِ. وتقول نسمة عن تلك الفترة: “مكنتش البقالة جايبة همها. وكمان اضطريت اسيب كل حاجة علشان اراعي والدتي. بس كنا هنعيش ازاي انا ووالدتي بمعاشها ربعمية جنيه في الشهر؟”

 

في ذلك الوقت كان ميسرو المشروعات يسعون للتواصل مع المجتمعات المحلية في القرى

المستهدفة بمحافظتي أسيوط وبني سويف. عندما تواصل المُيَسِّر معها لم يكن لدى نسمة أي دخل على الإطلاق. تقول نسمة في معرض حديثها عن تلك الفترة: “انا بحب الخياطة جدا من وانا صغيرة. فاكرة اني كنت بحب اشوف خالتي وهي بتخيط. واتعلمت الخياطة في المدرسة بس مش كفاية. حلمت يكون ليا دخل بتاعي مش عايزة أكون عبء على أخويا. كنت عايزة اجيب دخل زي زيه.”

 

وتقول مروة حسين، مديرة برنامج الموارد الزراعية والطبيعية في هيئة كير مصر: “نحن نؤمن أن تنمية صعيد مصر متداخلة إلى حد كبير مع تمكين المرأة. لهذا السبب، تعمل الهيئة على الترويج للأنشطة

المدرة للدخل ومساعدة السيدات على اطلاق مشروعاتهن الصغيرة. لا تزال السيدات في المناطق

الريفية لا يشاركن بقوة في الأنشطة الاقتصادية. بفضل الجهود التي تبذلها هيئة كير، تنخرط السيدات في الآونة الأخيرة بشكل أكبر في الأنشطة المدرة للدخل، مما جعل المرأة تتبوأ مكانة أفضل فيما يخص صنع القرار داخل الأسرة وتحسين سبل عيش أفضل لأسرهن.”

 

تلقت نسمة -بعد قبول طلبها في الجمعية -تدريباً على الخياطة قبل أن تتسلم مكنة الخياطة. وتقول نسمة: “بدأت بخياطة مفارش سراير. دفعت 200 جنيه لشراء الأقمشة والجمعية اديتني مكنة الخياطة بقيمة 1000 جنيه. بعت الملايات، وعملت غيرهم. بعت الأول لأختي وجيراني، واخديتني واحدة جارتي ابيع في مكان عملها.” ومنذ ذلك الحين بدأت نسمة في توسيع شبكة زبائنها وحضرت العديد من المعارض. وتضيف نسمة: “ممكن ادخل لغاية 1000 جنيه في الشهر. أنا دلوقتي عندي خبرة في شراء الأقمشة والتفاوض مع التجار.”

 

وتضيف نسمة: “أحلم اني اوسع شغلي وابني سمعة طيبة في القرى الي حوالينا، ويمكن اعمل صفحة على الفيسبوك علشان أدخل أسواق جديدة.”

 

التصنيفات
الأخبار الأفكار

عايدة مصففة شعر ومصممة أزياء في قرية العزية

أميّة وربة منزل وأم لثلاثة أطفال، هكذا قدّمت عايدة شفيق نفسها أو على الأقل هذا ما اعتادت أن تكون عليه على حد قولها. تعيش عايدة مع زوجها وأولادها في قرية العزية، في مركز منفلوط منذ أكثر من ١٠ سنوات. كانت الحياة قاسية للغاية بالنسبة لها حتى سمعت عن مشروع حياة كريمة.

أوضحت عايدة: “رحت مرة مع واحدة قريبتي للكوافير وشوفتها بتدفع 200 جنيه. فكرت ليه انا كمان

مكسبش زيها. جوزي شغال طول النهار في عز الشمس في أسيوط وبيرجع البيت بفلوس على القد.

كنت بحلم اعمل مشروع الكوافير علشان اساعد عيلتي. كنت عارفة اني اقدر أساعد.”

على الرغم من استعدادها لمساعدة أسرتها، واجهت عايدة الكثير من التحديات في سبيل تحقيقها لحلمها. تفرض التقاليد والأعراف في صعيد مصر العديد من القيود على حرية المرأة في الحركة وتحد من قدرتها على مغادرة المنزل لممارسة أنشطة تحقق ربحًا. بالإضافة إلى ذلك، رفض زوج عايدة الفكرة في البداية لأن هذا العمل الجديد يتطلب رأس مال من أجل شراء المعدات، بينما كان دخله يغطي بالكاد الاحتياجات الأساسية للأسرة. علاوةً على ذلك، لم يكن لدى عايدة المهارات اللازمة للعمل في مجال تصفيف الشعر ومن المستحيل بالنسبة لها ولزوجها مغادرة المنزل وقضاء بضعة أيام في أسيوط من أجل الحصول على التدريب اللازم هناك. في ذلك الوقت، كان حلمها بعيد المنال.

من أجل تحسين الفرص الاقتصادية للسيدات في المجتمعات الفقيرة مثل عايدة، وزّع مشروع حياة

كريمة منح فرعية على ١٣٠ جمعية قاعدية محلية، ٦٠ منها تدعم السيدات، من أجل إطلاق مشاريع صغيرة من أجل ضمان سبل معيشية أفضل لأنفسهن وعائلاتهن.

لماذا السيدات؟ أجابت هويدا ناجي، مديرة مشروعات في هيئة كير الدولية بمصر، قائلةً: “لأننا نؤمن بدور السيدات في تحسين سبل عيش أسرهن وأطفالهن. نحن ندرك تمامًا أن العديد من المشكلات الاجتماعية التي تواجهها السيدات، بما في ذلك العنف المنزلي والزواج المبكر وكذلك مشكلات أخرى، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحديات الاقتصادية الساحقة.”

أعلنت جمعية تنمية المجتمع المحلي بقرية العزية عن منح صغيرة لبدء مشروعات صغيرة للسيدات وعلى الراغبات في التقدم لهذه المنح تقديم طلباتهم وأوراقهن للجمعية. قبل توزيع المنح، تحضر السيدات المقبولات دورات تدريبية حول الأنشطة التجارية ذات الصلة من أجل اكتساب المهارات اللازمة لأعمالهن التجارية الجديدة. على سبيل المثال، حضرت عايدة دورةً تدريبيةً لمدة أسبوعين في الجمعية المحلية تناولت جميع جوانب مجال تصفيف الشعر، حيث تعاقدت الجمعية مع مصفف شعر محترف من القاهرة ٢٠ امرأةً – كي يأتي إلى أسيوط من أجل تدريب ١٥ مستفيدةً على المهارات اللازمة لتأهيلهم إلى العمل كمصفف شعر محترف. وأوضحت عايدة: “أشكر المدرب الي جالنا على كل حاجة علمهالنا. مطلعتش من التدريب مية مية يعني بس اتعلمت حاجات كتير. وبالممارسة والتواصل المستمر مع المدرب الي كان بينصحنا دايما بقيت اشطر.”

تمتلك عايدة عملً متناميًا، و هو ما يمكّنها الآن من دعم أطفالها. أفادت عايدة قائلةً: “بقيت أقدر أصرف على عيالي واعيشهم عيشة حلوة. بقول لكل ست اشتغلي طالما محتاجة للدخل. كده كده الناس بتتكلم، فخليهم يتكلموا عني وأنا بعمل حاجة مفيدة لي ولأسرتي.”

والآن، اصبح الزوج أكثر دعما لزوجته، حيث يقوم بمساعدتها في إعداد الطعام لأطفالهم والتأكد من مذاكرتهم لدروسهم. وعايدة ممتنة لزوجها إذ يتنمنى زوجها أن يرى عملها ينمو أكثر وأكثر.