تفوق الشباب في نموذج الرصد المجتمعي بأسيوط وبني سويف

IMG_5849

شارك ٢١٠ شاب وشابة في نموذج الرقابة على أداء المنظمات القاعدية المحلية في أسيوط وبني سويف خلال مشروع حياة كريمة في الفترة من 2016 إلى2019. صمم نموذج الرقابة المجتمعية لبناء الثقة بين هيئة كير والمنظمات المحلية من جانب وبين المشاركين والمشاركات بالمشروع والمجتمعات المحلية من جانب اخر.

ضمن إطار برنامج الحوكمة، تقدم هيئة كير الدولية أدوات المساءلة المجتمعية لأول مرة في مصر. يلتزم الشركاء بتقديم أعلى درجات الشفافية وضمان سهولة الوصول إلى البيانات والامتثال لكافة آليات الرقابة المجتمعية. يقول الدكتور رفعت عبد الكريم، استشاري الحوكمة والمجتمع المدني بهيئة كير الدولية في مصر: “يوفر هذا النموذج المساحة اللازمة للمواطنين لتحسين عملية التنمية المحلية في المناطق الأكثر فقرا في مصر.”

يصف الشباب مدى تأثير النموذج على شخصياتهم وحياتهم ودوره في تحسين مخرجات المشروع. يشرح محمد فرج الله منسق بإحدى الجمعيات في إطار مشروع حياة كريمة: “التجربة اثقلت من خبرتي. عرفت عن المشتريات والمناقصات ونظام الأرشفة واتعامل مع الناس ازاي.” تضمنت التدريبات التي حصل عليها الشباب موضوعات التواصل، ومفاهيم المساءلة وكتابة تقارير، وفض النزاع، والرقابة الميدانية، وتتبع مدخلات، وإدارة جلسات الاستماع.

على الرغم من توقيع اتفاقيات مع هيئة كير والمنظمات المحلية على تنفيذ آليات الرقابة المجتمعية كجزء أساسي من المشروع، إلا أن المنظمات في البداية وجدت صعوبة في التعاون مع الشباب ومساعدتهم على لعب دور الرقيب، إذ اعتاد مديري الجمعيات على تلقى زيارات من هذا النوع من الجهات الحكومية فقط وليس من شباب. كانت هذه سابقة هي الأولى من نوعها.

أحمد محمد، منسق سابق بالمشروع: “مكنش سهل على الجمعيات تتقبل شوية عيال متخرجين جديد يجوا يطلعوا أخطاء الجمعيات علشان يسلطوا الضوء على الأخطاء دي قدام كير والمجتمع المحلي نفسه، أو على الأقل هو ده الي احنا جايين نعمله. إلا اننا لما قولنا اننا جايين نساعد ونقدم دعم فني ونحسن أداء الجمعيات بدأوا يتعاونوا معانا.”

شمل نظام الرقابة مقابلة المشاركين بالمشروع، ومناقشة الجمعيات ومراجعة الوثائق. عند ظهور أي

مشكلة، يبدأ فريق الرقابة المجتمعية بالمناقشة مع فريق عمل الجمعية حول سبل تعديل واصلاح هذه المشكلات. ثم يتم تقديم تقرير بكل الوقائع لهيئة كير. لو رفضت الجمعية اجراء التعديلات المطلوبة، يتم تنظيم جلسات استماع.

يشرح أحمد : “الجمعيات تفتقر إلى الخبرة والمعرفة الفنية. بعضهم لا يملك حتى جهاز حاسب آلي. والبعض الآخر ميعرفش يكتب تقرير.”

سعيد حفني، مدير جمعية أيادي الخير بقرية بني سليمان بمحافظة بني سويف وصف الشباب مسبقاً على انهم “شوية عيال جايين يراقبوا علينا”. لكن سرعان ما تغير رأيه عندما ادرك الهدف الحقيقي وراء المسائلة المجتمعية. أوضح سعيد: “الشباب اصبحوا نقطة الاتصال بينا وبين المجتمع. ووجهونا في مرحلة ما الي أهمية الالتفات إلى بعض المناطق المهمشة في القرية. وقدروا ينقلوا افضل الممارسات من جمعية للتانية.”

وبنهاية المشروع، تم عقد ١٨ جلسة استماع بهدف تحقيق الحوار بين المستفيدين والجمعيات المحلية والهيئات المحلية والمجتمع المحلي. وقد استجابت معظم الجمعيات إلى التعديلات المطلوبة.

Tagged