شغف ينبعث من وجوههم الغضة, و حماس تكشف عنه أعينهم التي تتابع عن كثب حركات يديها و وجهها المنسجمتين أثناء تعليمهم القراءة, تستشعر حنوها عليهم لدرجة تجعلك تتسأل ان كانوا أبنائها لا تلاميذها.
تستطيع تمييزها بسهولة من وسط أهالي القرية البسيطة, ف”شهيرة” لها من اسمها نصيب, لا لوجهها الهادئ و ثغرها الباسم دائما, لكن لكونها محط لأنظار أهالي القرية, و محل لفخرهم و تقديرهم.
“شهيرة” ,التي نجحت في تحويل نظرة تلاميذها لفصول “القرائية” من فصول للبلداء ينفرون منها حتي لا يوصموا بضعف القدرة علي القراءة و التعلم الي فرصة لمساعدتهم و جعلهم من المتفوقين بين أقرانهم, هي منسقة مشروع “القرائية” بأحد مدارس قرية ناصر بمحافظة بني سويف. فالي جانب عملها كمعلمة ضمن مجموعة من معلمي و منسقي المشروع, تقوم “شهيرة” بالإشراف عليه و تقديم العون لزملائها من المعلمين.
“من أول ما بدأوا المشروع اتحمستله جدا, و كنت بحضر كل التدريبات و بركز فيها, علشان أطبق كل الي اتعلمته مع الولاد. بحاول أحبب الولاد في الفصل و اشجعهم يتعلموا من خلال الأنشطة و اني أوفر لهم الجو المناسب للتعليم. دور أولياء الأمور مهم جدا علشان كده بعلمهم منهج القرائية علشان يساعدوا الولاد في البيت فيستفيدوا أكتر.”
نجح أسلوب شهيرة البسيط , و خبرتها الفطرية كأم في التعامل مع الأطفال, في النفاذ الي قلوب تلاميذها, حيث كانت تتعمد في البداية طرح أسئلة بسيطة عليهم و مكافئتهم حين يجيبوا عليها, ليستعيدوا الثقة بأنفسهم مرة أخري, بالإضافة الي اسهاماتها في ابتكار وسائل بسيطة تساعد التلاميذ علي الفهم و الاستيعاب, و التي تم عرضها في “معرض القرائية” الذي نظمته “شهيرة” في المدرسة مع مجموعة من المعلمين.
تسابق تلاميذ “شهيرة” علي الدراسة و التحصيل, و بذلهم جهد كبير لتحسين مستواهم الدراسي حتي ينالوا اعجابها, هو خير دليل علي اتيان الغرس الذي زرعته في نفوس تلاميذها, ثمارا طيبة, كفيلة بتغير مسار حياتهم الي الأبد.