هند

من رحم الضوائق و الأزمات يولد شعاع من نور, بصيص أمل نتشبث به, و قد كانت هوايتها البسيطة هي ذلك الشعاع, فتصفيف و تزيين أهلها و جيرانها كان ملاذ “هند” لسد كفاف حاجتها, هي و زوجها مريض “فيروس سي” الذي تقضي تكاليف علاجه علي غالبية راتبه, و مصاريف أبنائهم الثلاثة في مراحل التعليم المختلفة.

 

“هند”, ابنه قرية منشأة عبدالله التابعة لمحافظة المنيا, قررت أن تستغل موهبتها في زيادة دخل أسرتها الذي لا يتجاوز ال900 جنيه.

 

“الموضوع بدأ اما قررت اشتغل كوافيرة في البيت, حاجة صغيرة مع أهلي و جيراني الي عارفني كويس علشان أساعد عيلتي، كنت بكسب في الأسبوع العادي حوالي 50 جنيه و لو فيه فرح أو موسم عيد ممكن يوصلوا ل 75 أو 100”.

 

كبر دخل هند, و كبرت معه أحلامها في توسيع مشروعها الصغير و تجهيزه بالمستلزمات الأساسية، و بقي توفير النقود اللازمة لشراء تلك المستلزمات عائق يحول دون تحقيق حلمها, الي أن سمعت عن “مشروع حياة” للادخار و الاقراض, و الذي يعتمد علي أن يقوم من 10-20 فرد بتجميع مبلغ من المال متفق عليه, و اقراض المبلغ كاملا لواحد منهم بالتناوب كل أسبوع.

 

“لما سمعت عن المشروع دخلت علي طول و حسيته حل مشكلتي. بدأت أحوش أنا و زمايلي, حوشت 300 جنيه و لما انتظمت في الحضور عرفت أخد 3 أضعاف المبلغ كقرض و بقي معايا 900 جنيه, قدرت بيهم أشتري كرسي كوافير مستعمل, و سيشوار و شوية اكسسوارات. دخلي اتضاعف و بقيت بكسب حوالي 100 جنيه في الأسبوع, قدرت أسدد منهم القرض بعد مده. دلوقتي أنا حاسه اني عندي كوافير بجد بيجيه ناس من البلد كلها مش قرايبي بس.”

 

“هند” هي واحدة من نساء الصعيد, البطلات المجهولات, اللاتي لا يتركن فرصة لتحسين أوضاع أسرتهم الا و تشبثوا بها مهما بلغت المشقة عليهن, و يخضن في اليوم الواحد عشرات المعارك التي لا يعرف عن أمرها أحد سواهم, ليوفروا لأبنائهم سبل كريمة للعيش لم تتاح لهم. كل المجد للمحاربات.

 

مني

بين ويلات الحرب و دمارها, كان الخروج هو الملجأ الوحيد. الخروج من البلدة التي طالما فتحت أبوابها علي مصراعيها لعاشقي الجمال. لكن, و إن كان الخروج منجي للجسد, فأني يكون للروح من منجي؟!

 

“كأني تركت شخصيتي القوية بسوريا و صرت شخص ضعيف و غير واثق في حالي, مع اني كنت مدرسة عربي شاطرة و مستقلة, بس من ساعة ما جيت علي هون صرت بخاف كتير و مش بعتمد علي حالي في اي شي, حتي بخاف فوت عالشارع وحدي من غير زوجي.”

 

“مني”, هي امرأة سورية جاءت الي مصر مع من جاءوا, آمله في حياة أفضل لم يتثنى لها الحصول عليها. اصابة ابنها بالتوحد زادت معانة علي معاناتها, خاصة مع تخلي زوجها تماما عن تحمل مسئوليته. كانت تضطر أن تسهر بجواره كل ليلة خوفا من أن يوقظ بكائه أبيه فيضربه بلا رحمة. حرمت نفسها من أبسط حقوقها, و عجزت عن التعبير عن آلامها, حتي زيارة الطبيب لم تجريها سوي بعد شهرين من اصابتها بنزيف لا يتوقف. كتمت كل شيء بداخلها خوفا من تخلي زوجها عنها.

 

“كنت بظن انه حق زوجي يعاملني هيك, كنت بظن انه حقه يهيني و يضربني, و يلومني علي مرض ابني, قبلت كل شي خوفا من الانفصال, بس تعبت و صرت مش قادرة اتحمل اكتر من هيك.”

 

انضمامها الي مشروع “مساحة صغيرة” الذي يقدم الدعم النفسي للنساء السوريات كان نقطة التحول في حياة “مني”, التي أدركت أن تغيير حياتها يجب أن يبدأ منها هي. تعلمت “مني” ضرورة الدفاع عن حقوقها و مواجهة زوجها, رفضت ضربه لها و لأبنهما, و طالبته بضرورة تحمل مسئوليته معها و أن يسهر ليلا معه مرة واحدة علي الأقل أسبوعيا لتستريح هي. حين رفض مطالبها صعدت الأمور لأهله و طلبت منه الطلاق, و لدهشتها أدي هذا الي تراجعه و اعتذاره و رضوخه للموافقة.

 

“خوفي من الطلاق ما حماني بالعكس دمر حياتي, لما قررت أخاطر بكل شي من اجل كرامتي كسبت كل شي.  الأمر كان محتاج مني شجاعة و مواجهة. اليوم أنا حاسة اني استعدت شخصيتي القديمة, اليوم انا قوية و ما عندي استعداد اتنازل عن حقوقي أبدا.”

 

لازلنا رغم الكسرة و الألم قادرين علي الحياة, البقاء غريزة, لكن الحياة فن, لا يتقنه سوي ذوي القلوب الغضة، التي لا ترهبها قذائف و لا تميتها بنادق… يشدوا أزرهم، فلا الحياة ترحم المنكسرة قلوبهم، ولا تأخذها بهم هوادة. ينطلقن لغد أفضل…فلأجلهن، لأجلهن فقط، سيزور الربيع هذي الديار.

 

التصنيفات
الثقافة

تفوق الشباب في نموذج الرصد المجتمعي بأسيوط وبني سويف

شارك ٢١٠ شاب وشابة في نموذج الرقابة على أداء المنظمات القاعدية المحلية في أسيوط وبني سويف خلال مشروع حياة كريمة في الفترة من 2016 إلى2019. صمم نموذج الرقابة المجتمعية لبناء الثقة بين هيئة كير والمنظمات المحلية من جانب وبين المشاركين والمشاركات بالمشروع والمجتمعات المحلية من جانب اخر.

ضمن إطار برنامج الحوكمة، تقدم هيئة كير الدولية أدوات المساءلة المجتمعية لأول مرة في مصر. يلتزم الشركاء بتقديم أعلى درجات الشفافية وضمان سهولة الوصول إلى البيانات والامتثال لكافة آليات الرقابة المجتمعية. يقول الدكتور رفعت عبد الكريم، استشاري الحوكمة والمجتمع المدني بهيئة كير الدولية في مصر: “يوفر هذا النموذج المساحة اللازمة للمواطنين لتحسين عملية التنمية المحلية في المناطق الأكثر فقرا في مصر.”

يصف الشباب مدى تأثير النموذج على شخصياتهم وحياتهم ودوره في تحسين مخرجات المشروع. يشرح محمد فرج الله منسق بإحدى الجمعيات في إطار مشروع حياة كريمة: “التجربة اثقلت من خبرتي. عرفت عن المشتريات والمناقصات ونظام الأرشفة واتعامل مع الناس ازاي.” تضمنت التدريبات التي حصل عليها الشباب موضوعات التواصل، ومفاهيم المساءلة وكتابة تقارير، وفض النزاع، والرقابة الميدانية، وتتبع مدخلات، وإدارة جلسات الاستماع.

على الرغم من توقيع اتفاقيات مع هيئة كير والمنظمات المحلية على تنفيذ آليات الرقابة المجتمعية كجزء أساسي من المشروع، إلا أن المنظمات في البداية وجدت صعوبة في التعاون مع الشباب ومساعدتهم على لعب دور الرقيب، إذ اعتاد مديري الجمعيات على تلقى زيارات من هذا النوع من الجهات الحكومية فقط وليس من شباب. كانت هذه سابقة هي الأولى من نوعها.

أحمد محمد، منسق سابق بالمشروع: “مكنش سهل على الجمعيات تتقبل شوية عيال متخرجين جديد يجوا يطلعوا أخطاء الجمعيات علشان يسلطوا الضوء على الأخطاء دي قدام كير والمجتمع المحلي نفسه، أو على الأقل هو ده الي احنا جايين نعمله. إلا اننا لما قولنا اننا جايين نساعد ونقدم دعم فني ونحسن أداء الجمعيات بدأوا يتعاونوا معانا.”

شمل نظام الرقابة مقابلة المشاركين بالمشروع، ومناقشة الجمعيات ومراجعة الوثائق. عند ظهور أي

مشكلة، يبدأ فريق الرقابة المجتمعية بالمناقشة مع فريق عمل الجمعية حول سبل تعديل واصلاح هذه المشكلات. ثم يتم تقديم تقرير بكل الوقائع لهيئة كير. لو رفضت الجمعية اجراء التعديلات المطلوبة، يتم تنظيم جلسات استماع.

يشرح أحمد : “الجمعيات تفتقر إلى الخبرة والمعرفة الفنية. بعضهم لا يملك حتى جهاز حاسب آلي. والبعض الآخر ميعرفش يكتب تقرير.”

سعيد حفني، مدير جمعية أيادي الخير بقرية بني سليمان بمحافظة بني سويف وصف الشباب مسبقاً على انهم “شوية عيال جايين يراقبوا علينا”. لكن سرعان ما تغير رأيه عندما ادرك الهدف الحقيقي وراء المسائلة المجتمعية. أوضح سعيد: “الشباب اصبحوا نقطة الاتصال بينا وبين المجتمع. ووجهونا في مرحلة ما الي أهمية الالتفات إلى بعض المناطق المهمشة في القرية. وقدروا ينقلوا افضل الممارسات من جمعية للتانية.”

وبنهاية المشروع، تم عقد ١٨ جلسة استماع بهدف تحقيق الحوار بين المستفيدين والجمعيات المحلية والهيئات المحلية والمجتمع المحلي. وقد استجابت معظم الجمعيات إلى التعديلات المطلوبة.

التصنيفات
الأفكار الأفكار الأفكار الأفكار الأفكار الأفكار الثقافة الثقافة الثقافة

شهيرة

شغف ينبعث من وجوههم الغضة, و حماس تكشف عنه أعينهم التي تتابع عن كثب حركات يديها و وجهها المنسجمتين أثناء تعليمهم القراءة, تستشعر حنوها عليهم لدرجة تجعلك تتسأل ان كانوا أبنائها لا تلاميذها.

 

تستطيع تمييزها بسهولة من وسط أهالي القرية البسيطة, ف”شهيرة” لها من اسمها نصيب, لا لوجهها الهادئ و ثغرها الباسم دائما, لكن لكونها محط لأنظار أهالي القرية, و محل لفخرهم و تقديرهم.

 

“شهيرة” ,التي نجحت في تحويل نظرة تلاميذها لفصول “القرائية” من فصول للبلداء ينفرون منها  حتي لا يوصموا بضعف القدرة علي القراءة و التعلم الي فرصة لمساعدتهم و جعلهم من المتفوقين بين أقرانهم, هي منسقة مشروع “القرائية” بأحد مدارس قرية ناصر بمحافظة بني سويف. فالي جانب عملها كمعلمة ضمن مجموعة من معلمي و منسقي المشروع, تقوم “شهيرة” بالإشراف عليه و تقديم العون لزملائها من المعلمين.

 

“من أول ما بدأوا المشروع اتحمستله جدا, و كنت بحضر كل التدريبات و بركز فيها, علشان أطبق كل الي اتعلمته مع الولاد. بحاول أحبب الولاد في الفصل و اشجعهم يتعلموا من خلال الأنشطة و اني أوفر لهم الجو المناسب للتعليم. دور أولياء الأمور مهم جدا علشان كده بعلمهم منهج القرائية علشان يساعدوا الولاد في البيت فيستفيدوا أكتر.”

 

نجح أسلوب شهيرة البسيط , و خبرتها الفطرية كأم في التعامل مع الأطفال, في النفاذ الي قلوب تلاميذها, حيث كانت تتعمد في البداية طرح أسئلة بسيطة عليهم و مكافئتهم حين يجيبوا عليها, ليستعيدوا الثقة بأنفسهم مرة أخري, بالإضافة الي اسهاماتها في ابتكار وسائل بسيطة تساعد التلاميذ علي الفهم و الاستيعاب, و التي تم عرضها في “معرض القرائية” الذي نظمته “شهيرة” في المدرسة مع مجموعة من المعلمين.

 

تسابق تلاميذ “شهيرة” علي الدراسة و التحصيل, و بذلهم جهد كبير لتحسين مستواهم الدراسي حتي ينالوا اعجابها, هو خير دليل علي اتيان الغرس الذي زرعته في نفوس تلاميذها, ثمارا طيبة, كفيلة بتغير مسار حياتهم الي الأبد.

 

نسمة رمضان: من انفصال وتهميش إلى نجاح باهر

كانت نسمة ربة منزل عندما تزوجت قبل عشر سنوات مضت، وبعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج تم الطلاق. ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك من يدعمها ماليًا، حيث توفي والدها، ويساعد شقيقها قدر استطاعته لكنه لا يزال بحاجة إلى تلبية احتياجات أطفاله. وتستطرد نسمة قائلة “حتى ال ٣٠٠ جنيه بتوع المعاش وقفوا عشان غلطة. انا وطليقي كنا بنتخانق كتير، كان عدواني. ولما حصل الانفصال كنت محبطة بشدة، وكان لازم اعمل حاجة في حياتي.”

 

بدأت نسمة التي تعيش الآن مع والدتها في قرية ديروط الشريف بمحافظة أسيوط، بمتجر بقالة، ولكن لم تسِر الأمور بشكل مرضِ. وتقول نسمة عن تلك الفترة: “مكنتش البقالة جايبة همها. وكمان اضطريت اسيب كل حاجة علشان اراعي والدتي. بس كنا هنعيش ازاي انا ووالدتي بمعاشها ربعمية جنيه في الشهر؟”

 

في ذلك الوقت كان ميسرو المشروعات يسعون للتواصل مع المجتمعات المحلية في القرى

المستهدفة بمحافظتي أسيوط وبني سويف. عندما تواصل المُيَسِّر معها لم يكن لدى نسمة أي دخل على الإطلاق. تقول نسمة في معرض حديثها عن تلك الفترة: “انا بحب الخياطة جدا من وانا صغيرة. فاكرة اني كنت بحب اشوف خالتي وهي بتخيط. واتعلمت الخياطة في المدرسة بس مش كفاية. حلمت يكون ليا دخل بتاعي مش عايزة أكون عبء على أخويا. كنت عايزة اجيب دخل زي زيه.”

 

وتقول مروة حسين، مديرة برنامج الموارد الزراعية والطبيعية في هيئة كير مصر: “نحن نؤمن أن تنمية صعيد مصر متداخلة إلى حد كبير مع تمكين المرأة. لهذا السبب، تعمل الهيئة على الترويج للأنشطة

المدرة للدخل ومساعدة السيدات على اطلاق مشروعاتهن الصغيرة. لا تزال السيدات في المناطق

الريفية لا يشاركن بقوة في الأنشطة الاقتصادية. بفضل الجهود التي تبذلها هيئة كير، تنخرط السيدات في الآونة الأخيرة بشكل أكبر في الأنشطة المدرة للدخل، مما جعل المرأة تتبوأ مكانة أفضل فيما يخص صنع القرار داخل الأسرة وتحسين سبل عيش أفضل لأسرهن.”

 

تلقت نسمة -بعد قبول طلبها في الجمعية -تدريباً على الخياطة قبل أن تتسلم مكنة الخياطة. وتقول نسمة: “بدأت بخياطة مفارش سراير. دفعت 200 جنيه لشراء الأقمشة والجمعية اديتني مكنة الخياطة بقيمة 1000 جنيه. بعت الملايات، وعملت غيرهم. بعت الأول لأختي وجيراني، واخديتني واحدة جارتي ابيع في مكان عملها.” ومنذ ذلك الحين بدأت نسمة في توسيع شبكة زبائنها وحضرت العديد من المعارض. وتضيف نسمة: “ممكن ادخل لغاية 1000 جنيه في الشهر. أنا دلوقتي عندي خبرة في شراء الأقمشة والتفاوض مع التجار.”

 

وتضيف نسمة: “أحلم اني اوسع شغلي وابني سمعة طيبة في القرى الي حوالينا، ويمكن اعمل صفحة على الفيسبوك علشان أدخل أسواق جديدة.”

 

التصنيفات
الأفكار

داليا معوض تروي قصتها مع تربية الطيور

داليا معوض، أم لخمسة أطفال، اثنين منهم من زواج سابق لزوجها، تروي قصتها مع تربية الطيور وكيف استطاعت من خلال هذا العمل انقاذ نفسها وأسرتها. تعيش داليا في قرية ملاحية سعيد، بمحافظة بني سويف.

لم يحتمل أبو الزوج فكرة مشروع تجاري لتربية الطيور وبيعها في السوق. فاضطرت داليا إلى مغادرة منزل والد الزوج والذهاب إلى العيش في مكان آخر. بالنسبة له بيع الطيور في السوق هو “فضيحة للعائلة”. ذهبت داليا للعيش في منزل أخر بنته بأموالها الخاصة عندما ساءت الظروف في منزل حماها. يتكون المنزل الجديد من غرفة واحدة، بلا سقف، ولا شباك، ولا كهرباء ولاماء.

لم يكونوا يمكلون شيئاً. لم يملكوا حتى المال لشراء ما يلزمهم من طعام. يعمل زوجها كعامل يومية، يتقاضى ثلاثين أو أربعين جنيهاً في اليوم. فتقول داليا: “الشغل مكنش اختيار، ده كان ضرورة علشان اولادي.”

اختارت داليا تربية البط في المنزل بعد موافقة جمعية أسرتي على طلبها للحصول على منحة لتأسيس مشروعها. كان هذا هو الاختيار الأفضل لأم لخمسة أطفال. حصلت داليا، مقابل منحة تساوي ألفي جنيه ومئتي جنيه دفعتهم كمساهمة منها في رأس المال، على ٢٥ بطة و ٧٥ كيلو علف. قبل استلام البط، حضرت داليا تدريب على تربية البط، وطرق العلف والتحصينات اللازمة له. تفيد داليا: “تربية البط مش سهلة. علشان كده قررت اتجه لتربية الفراخ في الدورة التالية لأن بيع الفراخ أسهل.”

تربية الفراخ عمل تجاري مربح لكن يحتاج لمجهود كبير. قامت داليا بتربية ٥٠ فرخة في أول دورة ثم ٧٥ في ثاني دورة ثم ١٠٠ فرخة في الدورة الثالثة. تقول داليا: “ضاعفت مكسبي. جيراني بيقولولي عايزين نبدأ مشروعات زيك وبيسألوني نعمل ايه.”

بفضل جهودها، داليا دخلت كهرباء في منزلها، وركبت زجاج للشباك وباب للمنزل. إلا أنه رغم نجاحها، تظل داليا ضمن الفئات المستضعفة. ابنها تعرض لكسر في ذراعه واحتاج لإجراء تدخل جراحي سريع. ومع الآسف، اضطرت داليا لوضع كل رأس مالها لدفع تكاليف العملية الجراحية لابنها. والآن، لم يتبقى لها الكثير من المال وستضطر إلى البدء من الصفر مجدداً.

رغم ذلك، لاتزال داليا تحلم بتوسيع تجارتها وبالمثابرة في عملها لإرسال أبنائها إلى المدارس واستكمال تعليمهم الجامعي.

عايدة مصففة شعر ومصممة أزياء في قرية العزية

أميّة وربة منزل وأم لثلاثة أطفال، هكذا قدّمت عايدة شفيق نفسها أو على الأقل هذا ما اعتادت أن تكون عليه على حد قولها. تعيش عايدة مع زوجها وأولادها في قرية العزية، في مركز منفلوط منذ أكثر من ١٠ سنوات. كانت الحياة قاسية للغاية بالنسبة لها حتى سمعت عن مشروع حياة كريمة.

أوضحت عايدة: “رحت مرة مع واحدة قريبتي للكوافير وشوفتها بتدفع 200 جنيه. فكرت ليه انا كمان

مكسبش زيها. جوزي شغال طول النهار في عز الشمس في أسيوط وبيرجع البيت بفلوس على القد.

كنت بحلم اعمل مشروع الكوافير علشان اساعد عيلتي. كنت عارفة اني اقدر أساعد.”

على الرغم من استعدادها لمساعدة أسرتها، واجهت عايدة الكثير من التحديات في سبيل تحقيقها لحلمها. تفرض التقاليد والأعراف في صعيد مصر العديد من القيود على حرية المرأة في الحركة وتحد من قدرتها على مغادرة المنزل لممارسة أنشطة تحقق ربحًا. بالإضافة إلى ذلك، رفض زوج عايدة الفكرة في البداية لأن هذا العمل الجديد يتطلب رأس مال من أجل شراء المعدات، بينما كان دخله يغطي بالكاد الاحتياجات الأساسية للأسرة. علاوةً على ذلك، لم يكن لدى عايدة المهارات اللازمة للعمل في مجال تصفيف الشعر ومن المستحيل بالنسبة لها ولزوجها مغادرة المنزل وقضاء بضعة أيام في أسيوط من أجل الحصول على التدريب اللازم هناك. في ذلك الوقت، كان حلمها بعيد المنال.

من أجل تحسين الفرص الاقتصادية للسيدات في المجتمعات الفقيرة مثل عايدة، وزّع مشروع حياة

كريمة منح فرعية على ١٣٠ جمعية قاعدية محلية، ٦٠ منها تدعم السيدات، من أجل إطلاق مشاريع صغيرة من أجل ضمان سبل معيشية أفضل لأنفسهن وعائلاتهن.

لماذا السيدات؟ أجابت هويدا ناجي، مديرة مشروعات في هيئة كير الدولية بمصر، قائلةً: “لأننا نؤمن بدور السيدات في تحسين سبل عيش أسرهن وأطفالهن. نحن ندرك تمامًا أن العديد من المشكلات الاجتماعية التي تواجهها السيدات، بما في ذلك العنف المنزلي والزواج المبكر وكذلك مشكلات أخرى، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحديات الاقتصادية الساحقة.”

أعلنت جمعية تنمية المجتمع المحلي بقرية العزية عن منح صغيرة لبدء مشروعات صغيرة للسيدات وعلى الراغبات في التقدم لهذه المنح تقديم طلباتهم وأوراقهن للجمعية. قبل توزيع المنح، تحضر السيدات المقبولات دورات تدريبية حول الأنشطة التجارية ذات الصلة من أجل اكتساب المهارات اللازمة لأعمالهن التجارية الجديدة. على سبيل المثال، حضرت عايدة دورةً تدريبيةً لمدة أسبوعين في الجمعية المحلية تناولت جميع جوانب مجال تصفيف الشعر، حيث تعاقدت الجمعية مع مصفف شعر محترف من القاهرة ٢٠ امرأةً – كي يأتي إلى أسيوط من أجل تدريب ١٥ مستفيدةً على المهارات اللازمة لتأهيلهم إلى العمل كمصفف شعر محترف. وأوضحت عايدة: “أشكر المدرب الي جالنا على كل حاجة علمهالنا. مطلعتش من التدريب مية مية يعني بس اتعلمت حاجات كتير. وبالممارسة والتواصل المستمر مع المدرب الي كان بينصحنا دايما بقيت اشطر.”

تمتلك عايدة عملً متناميًا، و هو ما يمكّنها الآن من دعم أطفالها. أفادت عايدة قائلةً: “بقيت أقدر أصرف على عيالي واعيشهم عيشة حلوة. بقول لكل ست اشتغلي طالما محتاجة للدخل. كده كده الناس بتتكلم، فخليهم يتكلموا عني وأنا بعمل حاجة مفيدة لي ولأسرتي.”

والآن، اصبح الزوج أكثر دعما لزوجته، حيث يقوم بمساعدتها في إعداد الطعام لأطفالهم والتأكد من مذاكرتهم لدروسهم. وعايدة ممتنة لزوجها إذ يتنمنى زوجها أن يرى عملها ينمو أكثر وأكثر.

التصنيفات
الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار الأخبار

خبر جديد وعنوان جديد

خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد  خبر جديد وعنوان جديد

معدات تزيد من الانتاجية والقيمة المضافة للمنتجات الزراعية

معدات تزيد من الانتاجية والقيمة المضافة للمنتجات الزراعية

تفتقر الزراعة في مصر إلى الآلات والمعدات اللازمة لتحسين عملية الإنتاج. وإدراكًا من مشروع حياة كريمة المموَّل من الاتحاد الأوروبي لهذه المسألة، وافق المشروع على المقترحات المقدمة من جمعيات التنمية المحلية والتعاونيات الزراعية لشراء المعدات لتلبية احتياجات المزارعين.

يعاني المزارعون في بني سويف من ارتفاع أسعار إيجارات المعدات المتاحة وعدم توافرها وضعف جودتها. لهذا السبب قدم أحمد جمعة -مدير الجمعية الزراعية التعاونية بقرية الزيتون –مقترحين بقيمة مليون جنيه إلى هيئة كير الدولية في مصر، من خلال مشروع حياة كريمة، لتزويد الجمعية بالجرارات ومكنة سيلاج، ودراسة، ومحراث. يقول أحمد: “دورنا هو تقديم الخدمات للمزارعين. بنوفر البذور والأسمدة بالفعل. لكننا عايزين نعظم دور الجمعية الزراعية تجاه مجتمعنا، من خلال توفير المعدات بأسعار معقولة للمزارعين في قرية الزيتون.” ويضيف.”استفاد ألف مزارع من الجرارين من بين ١٧٠٠ مزارع هو العدد المسجل لدينا.”

يُعد تقليب التربة أمرًا مهمًا لإعداد الأراضي لموسم الزراعة القادم ويساعد على زيادة الانتاجية الزراعية في وقت الحصاد. ويوضح أحمد قائلًا: “اعتاد المورّدون عرض جراراتهم بأسعار مرتفعة للمزارعين، حيث يعلمون أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر.”

توفر الجمعية التعاونية في الزيتون الجرارات بسعر مخفض (٥٠٠ جنيه) وهو أقل من السعر السائد في السوق (٧٠٠ جنيه). بعد أن أصبحت الجمعية التعاونية منافسًا لهم، اضطر الموردون إلى خفض الأسعار. يشيد ناصر حسين، مزارع في قرية الزيتون، بجودة جرار الجمعية التعاونية، تلك الجودة التي أدت إلى زيادة محصوله، ويسلط الضوء على أهمية توافر الآلات لتحسين الإنتاج الزراعي. يقول ناصر حسين المزارع في قرية الزيتون: “زاد محصول القمح عندي من 3.5 طن إلى 5 أطنان في الموسم الماضي. وجود جرار عالي الجودة في الجمعية التعاونية المجاورة فكرة ممتازة بالتأكيد. اتعودنا على البحث عن جرارات في القرى المحيطة، كان من الصعب نلاقي جرار بسرعة، كان علينا ننتظر أسبوع على ما يوصل الجرار هنا.”

الفرز والتغليف هو مثال آخر على إدخال المعدات في قطاع الزراعة. تنتج محافظة بني سويف الخضروات والفواكه للتصدير. ومع ذلك تتم عملية الفرز والتعبئة خارج المحافظة الأمر الذي أدي في السابق إلى خسائر في المحصول. وقد أدى إنشاء وحدة فرز وتعبئة في عزبة حسين نامق إلى خلق فرص عمل جديدة للعديد من النساء في القرية. كانت غالبية النساء تعمل في جمع المحصول حيث ظروف العمل القاسية والأجور ضعيفة نوعا ما.

تقول مديحة جنيدي، إحدى العاملات في جمع المحاصيل في الماضي وحاليا تعمل في الفرز والتعبئة والتغليف: “كنا بنروح المزارع من 5 الفجر ونروح بيوتنا بعد العشا. المزارع دايما بعيد عن القرية، حتى لو فيه حالة طارئة مقدرش ارجع البيت. مفيش حمامات، ولا مكان للراحة، ولا حاجة خالص. اتعودنا نشتغل طول اليوم منوقفش.” وتضيف مديحة: “عندي ابني 4 سنين بضطر اسيبه مع جارتي علشان اروح اشتغل. طيب لو تعب اعمل ايه؟! مكنتش اقدر ارجع غير لما كل الستات تخلص شغل ويركبوا العربية.”

تتقاضى السيدات خمسون قرشا على فرز وتعبئة الكيلوجرام الواحد. أجمعت العاملات على أن العمل في مكان مجاور للمنزل وبساعات عمل مرنة أفضل من العمل في الحقول. يقول عيد إمام، رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلي بعزبة حسين نامق: “أي عاملة مسموح لها تستأذن لبعض الوقت وترجع تكمل بعد كده.”  وتشرح نهى محمود، عاملة في وحدة الفرز ظروف العمل قائلة: “أنا باخد نفس الأجر تقريبا لكن شغالة في مكان نضيف مش في عز الشمس وفيه حمامات.” تمنع العادات النساء من مغادرة بيوتهن لساعات طويلة والذهاب إلى أماكن بعيدة. في هذا الصدد تقول نهى: “جوزي ميوافقش اني اروح مزارع بعيدة عن البيت، علشان كده فرز الخضروات جنب البيت هو عمل مناسب لي.”

لضمان استدامة الوحدة، تعتمد الجمعية على تدريب العاملات على تقديم منتجات عالية الجودة للمصدرين، كما تؤدي دور الوسيط بين المنتج والمصدر من خلال إبرام الاتفاقيات الزراعية.

ويوضح عيد: “بنقدم تدريب للعاملات عن المواصفات المطلوبة للمنتج النهائي علشان مفيش منتج يترفض ويرجع.” ويضيف قائلاً: “بنسعى على تشغيل الوحدة باستمرار لمساعدة أكثر من ١٠٠ عاملة يوميًا على تحسين سبل معيشتهن.”

تبطين المساقي يزيد من أرباح حمزاوي

لا يسهم تبطين المساقي في استخدام المياه بشكل أكثر كفاءة فحسب، بل يزيد أيضًا من إنتاجية الأراضي الزراعية. ومع ذلك، لم يكن تبطين المساقي شائعًا في مصر حتى وقت قريب. يخبرنا حمزاوي إبراهيم المزارع بقرية نزة قرار في محافظة أسيوط: “انتشر خبر تبطين المساقي في جميع أنحاء القرية.”

 

تتمثل المشكلات الرئيسية للمساقي الطينية في تسرب المياه وارتفاع تكاليف الوقود لماكينات رفع المياه وتطهير المساقي. ويوضح حمزاوي: “اعتدنا تطهير المساقي 4 مرات في الموسم بتكلفة 100

جنيه للفدان في كل مرة، بالإضافة إلى تكلفة الوقود والعمالة.”

 

تشغل المساقي الجديدة مساحة 1.20 متر مربع فقط بدلاً من المساقي القديمة التي كانت تشغل مساحة 5 أمتار، وتُستخدَم المساحة المتبقية في الزراعة. تعيش الثعابين والقوارض والبعوض والحشرات في المساقي الطينية وتتسبب في إهدار المحاصيل. يوفر تبطين المساقي الوقت والوقود المستهلك في ماكينات رفع المياه. يقول زكريا جابر المزارع بقرية نزة قرار: “ري الأرض بياخد ساعتين فقط، وده نص الوقت المستغرق قبل كده.” إن توفير الوقت والوقود يعني المزيد من العائدات والأرباح للمزارعين.

 

على الرغم من ندرة الموارد المائية، لا يزال معظم المزارعين يتبعون نفس تقنيات الزراعة القديمة. انطلاقًا من الإيمان بأهمية تطوير القطاع الزراعي باعتباره بوابة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية

في صعيد مصر، تقدم هيئة كير الدولية في مصر، من خلال مشروع حياة كريمة، نظما مبتكرة لرفع كفاءة الري والزراعة في صعيد مصر. قدم مشروع حياة كريمة المموَّل من الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه هيئة كير مِنَحًا فرعية للتعاونيات وجمعيات المجتمع المدني المحلية لتبطين المساقي. تقول مروة حسين، مديرة برنامج الموارد الطبيعية والزراعية في كير مصر: “تبطين المساقي يساعد الآلاف من المزارعين على تقليل تكاليف الانتاج وزيادة المحاصيل وبالتالي زيادة انتاجية المزارعين لأعوام قادمة.”

 

يُعَّد حمزاوي وجيرانه مثالاً يحتذى به المزيد من المزارعين. يقول حمزاوي: “المزارعون شافوا مدى فايدة المساقي الجديدة وقرروا ينفذوا المساقي الجديدة عندهم.” كما عزز المزارعون النظام عن طريق إضافة باب للتحكم في تدفق المياه في المسقى ومنعه وقت الحاجة لذلك. ونتيجة لهذا التدخل أصبح المزيد من المزارعين الآن مهتمين بهذا النموذج.

 

وقدمت هيئة كير كيلومترًا واحدًا من المساقي المبطنة في القرية. يبرز حمزاوي الوضع الراهن قائلاً: “ما زلنا محتاجين 5 كيلومترات هنا في القرية، في حين مازال المزارعون في القرى المحيطة معندهمش مساقي مبطنة خالص.” بعد الانتهاء من المشروع قام المزارعون الذين يمتلكون قطعًا كبيرة من الأراضي بتبطين المساقي على نفقتهم الخاصة، بينما لا يستطيع صغار المزارعين تحمل التكاليف. ويضيف حمزاوي “نحتاج لمشاركة الجميع في النظام ده علشان نضمن فاعليته بنسبة 100%.”

 

ويقول زكريا: “نشكر هيئة كير والاتحاد الأوروبي على مساعدتنا ونتمنى رؤية المزيد من المساقي في القرية قريباً.”